-->

يوم الحج الأكبر

يوم الحج الأكبر
                               يوم الحج الأكبر
                               يوم الحج الأكبر

                                يوم الحج الأكبر

    هو يوم النَّحر هو يوم الحَجّ الأكبر، وأوّل أيّام عيد الأضحى المبارك، واليوم العاشر من شهر ذي الحِجّة، وسُمِّيَ بيوم النَّحر؛ لكثرة الأعمال العظيمة التي تُؤدّى فيه؛ من الوقوف بمُزدلفة، ورَمي جمرة العقبة، وطواف الإفاضة، وصلاة العيد، والحَلْق، وذَبح الهَدْي والأضاحي، والنَّحر من أعظم الأعمال عند الله -سبحانه-، والتي تُؤدّى بعد صلاة العيد؛ أخرج الإمام البخاريّ في صحيحه عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: (سَمِعْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَخْطُبُ، فَقالَ: إنَّ أوَّلَ ما نَبْدَأُ به مِن يَومِنَا هذا أنْ نُصَلِّيَ، ثُمَّ نَرْجِعَ فَنَنْحَرَ، فمَن فَعَلَ هذا فقَدْ أصَابَ سُنَّتَنَا).
    أيهما أفضل يوم عرفة أو الجمعة أو الفطر أو النحر
    وسئل ابن تيمية أيهما أفضل يوم عرفة أو الجمعة أو الفطر أو النحر، فأجاب: "الحمد لله ،أفضل أيام الأسبوع يوم الجمعة باتفاق العلماء ،وأفضل أيام العام هو يوم النحر. وقد قال بعضهم: يوم عرفة ،والأول هو الصحيح، لأن في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أفضل الأيام عند الله يوم النحر ثم يوم القر.أى النحر لأنه يوم الحج الأكبر في مذهب مالك والشافعي وأحمد".
     عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن أعظم الأيام عند الله يوم النحر " وصححه الألباني في صحيح أبي داود .
    - أنه يوم الحج الأكبر 
    فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ وَقَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ بَيْنَ الْجَمَرَاتِ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي حَجَّ وَقَالَ هَذَا يَوْمُ الْحَجِّ الأَكْبَرِ " رواه البخاري 
     ويوم العِتْق من النار
     كما ورد عن أمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبيّ -عليه الصلاة والسلام- قال: (ما مِن يَومٍ أَكْثَرَ مِن أَنْ يُعْتِقَ اللَّهُ فيه عَبْدًا مِنَ النَّارِ، مِن يَومِ عَرَفَةَ، وإنَّه لَيَدْنُو، ثُمَّ يُبَاهِي بهِمِ المَلَائِكَةَ)، وتأتي أيّام التشريق بعد يوم النَّحر؛ قال النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: (أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ. وفي رواية : زاد فيه «وذكرٍ لله»
    أعمال يوم النَّحر لغير الحاجّ 
    تُشرَع العديد من الأعمال في عيد الأضحى لغير الحاجّ، بيان البعض منها آتياً:
     1- التكبير مُطلَقاً؛ وهو التكبير الذي يُؤدّى خارج الصلاة، كالتكبير في الطريق إلى صلاة العيد، أو في المسجد قبل البدء بصلاة العيد. 
    2- صلاة عيد الأضحى، على خِلافٍ بين العلماء في حُكمها؛ فقد قال الشافعيّة، والمالكيّة بأنّها سُنّةٌ مُؤكَّدةٌ، وقال الحنفيّة بأنّها واجبةٌ، وقال الحنابلة بأنّها فرض كفايةٍ.
     3- الأُضحية، وهي: ما يتمّ ذَبحه من الأنعام في أيّام النَّحر بشروطٍ مخصوصةٍ، على خلافٍ بين العلماء في حُكمها؛ إذ قال جمهور العلماء من الشافعيّة، والمالكيّة، والحنابلة بأنّ الأُضحية سُنّةٌ مُؤكَّدةٌ، وخالفهم الحنفيّة؛ إذ قالوا بأنّها واجبةٌ.
    4-  التزاوُر بين المسلمين، وتقديم التهاني بالعيد.
     استحباب الغُسل، والتطيُّب، والتزيُّن المُباح يوم العيد. مشروعيّة اللهو واللعب المُباح. استحباب عدم الأكل قبل صلاة عيد الأضحى إلى حين الرجوع من الصلاة؛ للأكل من الأُضحية. 5- استحباب الذهاب إلى مُصلّى العيد من طريقٍ، والعودة من طريقٍ آخر؛ إذ ورد عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذَا كانَ يَوْمُ عِيدٍ خَالَفَ الطَّرِيقَ).
    6-استحباب حضور واستماع خطبة العيد، بعد أداء الصلاة.
    دروس وعبرمن قصة هاجر عليها السلام
    أولًا: اليقين الكامل في الله تعالى
    "يا إبراهيم لمن تتركنا؟" كلمة قالتها هاجر -فقط- لتسمع منه كلمة يطمئن بها قلبها، فلما علمت أنه أمر إلهي، قالت بعزة الواثق بالله: "إذا لا يضيعنا". وفي رواية أخرى عند البخاري، قالت هاجر عليها السلام: "يا إبراهيم إلى من تتركنا؟"، قال: "إلى الله". قالت: "رضيت بالله"، ففجَّر لها ماء زمزم وخلد سعيها، ولو أنها جزعت وهرعت لما تنعمنا اليوم ببركة ماء زمزم !، لذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم في رواية أخرى عند البخاري: "بركة بدعوة إبراهيم".
    لقد تبين لنا في الحديث علاقة السماء بالأرض، والارتباط الوثيق بين من في السموات ومن في الأرض، وأن المؤمن التقي موصول بربه جل وعلا، وأنه سبحانه مع أوليائه المؤمنين إذا صدقوا معه بنصره وحمايته وعنايته، وقد كان إبراهيم عليه السلام موقنًا بأن الله تعالى لن يضيع تَرِكتَه التي خلَّفها وراء ظهره. وهكذا فعلتْ هاجر أم إسماعيل حينما كررتْ صعود الصفا والمروة والسعي بينهما وكلها ثقة بأنها ووليدها موصولان بعناية الله جل وعلا، الأمرَ الذي عبَّرت عنه بقولها  "إذنْ لا يضيعنا" .
    وهكذا يجب على المؤمن أن يكون متحليًا بالثقة التامة واليقين الكامل وحسن الظن بالله تعالى، فالله تعالى ناصر دينه ومعز أولياءه ومؤيد جنده، وهذه الأمة تتربى بأقدار الله التي يجريها عليها، والنبي صلى الله عليه وسلم قد علّمنا من سيرته كيف ينصر ربه فينصره: {إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ} [آل عمران: 160]، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7].
    ثانيًا: التوكل والسعي والأخذ بالأسباب
    فقد كان السعي بين الصفا والمروة للتذكير بالبحث عن الأسباب، في هضاب قد انقطعت بها الأسباب، ولم يبق إلا باب واحد، ذلك الذي عبَّرت عنه أمُّنا هاجر عليها السلام، وهي تسمع أن الله تبارك وتعالى هو الذي أمر بنقلها هنا مع رضيعها، فقالت كلمة اليقين: "إذن لا يضيعنا الله".
    تعلمنا هاجر عليها السلام أن علينا الأخذ بالأسباب إلى أقصى حد ممكن، فقد سعت هاجر سبعة أشواط وصعود وهبوط إلى الصفا ثم إلى المروة، وهو عمل بلا شك شائق وصعب جدًا على الرجال فضلًا عن النساء، ومع ذلك فقد بذلت هاجر وسعت بكل ما أوتيت من قوة، فعلى المسلم أن يبذل كل ما يستطيعه من قوة وأسباب حتى وإن تملكه الضعف.
    انظر إلى قصة السيدة مريم عليها السلام، والله تعالى يقول:{وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا}[مريم: ]، فهذه امرأة ضعيفة بطبعها بل هي الآن في أضعف حالة تكون فيها المرأة وهي عقب الولادة{حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ}[لقمان: 14]، ضعف حملها على ضعف طبيعتها، ومع هذا طُلب منها أن تأخذ بسبب حتى يعطي لها الله حاجتها. الأعجب من هذا أننا إذا نظرنا إلى هذا السبب نجد أنه بنظرة البشر لا يوصل إلى المطلوب مطلقاً، فهذه امرأة في أضعف حالاتها تهز جزع النخلة حتى يتساقط عليها الرطب، فأنت إذا جئت بأقوى الأقوياء وطلبت منه أن يهز النخلة من جزعها أي من أسفلها لن تسقط عليه رطباً. لنتعلم أن ما علينا فقط هو الأخذ بما تستطيعه من الأسباب مهما قلَّت أو ضعُفت، لأننا لا نصل إلى ما نصل إليه بمجهودنا وحده، ولكنها أسباب. فلابد أن نأخذ بالأسباب حتى يعطي لنا الله ما نريد، هذه هي سنة الله في كونه. يقول المولى عز وجل {وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى} [الأنفال: 17]، المهم أن ترمي، ولكن لتعلم أنه ليس برميك، ولكن الله رمى.
    ثالثًا: النصر يأتي من حيث لا يخطر على بال
    فممَّا نتعلمه من السعي بين الصفا والمروة أنك قد تطرق أبوابًا للرزق في جهة، والله قد كتب رزقك في جهةٍ لا تخطر لك على بال!! وهذه هاجر عليه السلام كانت تريد أن تروي عطش رضيعها فأعطاها الله بئر زمزم!! كما الماء الذي جاءها نبع من تحت أقدام سيدنا إسماعيل عليه السلام ولم يأتي من ناحية الصفا أو المروة. قد يأتي الفرج من جهة أخرى غير التي سعينا فيها، لأن الأمر ليس بما نريد، ولكنه مجرد سعي وأخذ بالأسباب.