-->

صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم

صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم



    فضائل الصحابة -رضوان الله عليهم- لا ينكرها إلا جاهل، فهم من اختارهم الله أن يحملوا دعوة محمد -صلى الله عليه وسلم- وكانوا أهلاً لهذه المسؤولية فنصروه، وأحبوه، ودافعوا عنه بأموالهم وأنفسهم




    ومن هؤلاء حذيفة بن اليمان رضى الله عته



    ولد حذيفة بن اليمان العبسي الغطفاني القيسي، بمكة وعاش في المدينة المنورة ومات سنة 36 هجرية في مدينة المدائن، وأبوه الصحابي الجليل اليمان، كان قد قتل رجلا في مكة فهرب إلى يثرب وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لحلفه اليمانية وهم الأنصار، ثم تزوج امرأة منهم وهي الرباب بنت كعب الأشهلية، فأنجبت حذيفة وسعد وصفوان ومدلج وليلى. وقد أسلمت الرباب وبايعت الرسول. ولليمان ابنتان أخريان هما فاطمة وأم سلمة.

    واجه والده اليمان مشكلة الطلب
    بثأر عليه أجبره على الهرب وترك مكة واللجوء للعيش مع عائلته في يثرب، وعندما أعلن الرسول محمد دعوته للإسلام في مكة جاءه اليمان مع بقية من أهل يثرب من الأوس والخزرج وبايعوه ولم يكن حذيفة معهم، ولكنه أسلم قبل مشاهدة الرسول، عندما وصل رسول الله سأله حذيفة هل هو يحسب من المهاجرين أم من الأنصار، فقال له الرسول: أنت يا حذيفة من المهاجرين والأنصار.
    جهاده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
    شارك حذيفة بكل المعارك والغزوات التي قادها النبي محمد عدا غزوة بدر، حيث كان بسفر خارج المدينة آنذاك فوقع أسيرا في يد كفار قريش، وعند استجوابه أعلمهم بأنه في طريقه إلى المدينة ولا علاقة له بمحمد وجماعته وعاهدهم بعدم مقاتلتهم، وحصل أن تركه الكفار فشد الرحيل مسرعا إلى رسول الإسلام له، مخبرا إياه عما حصل وبأن الكفار يتأهبون للغزو، ولم يسمح له رسول الله بالمشاركة في المعركة إيفاء بعهده، لذا لم يشارك المسلمين في تلك الغزوة.
    من بطولات حذيفة بن اليمان يوم الخندق
    وتحمل رواية مسلم المشهد الكامل؛ فقد روى في صحيحه عن إبراهيم التيمي عن أبيه قال: ((كنا عند حذيفة، فقال رجل: لو أدركتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلتُ معه وأبليتُ، فقال حذيفة: أنت كنتَ تفعل ذلك؟ لقد رأيتُنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب، وأخذتنا ريح شديدة وقُرٌّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألا رجلٌ يأتيني بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتنا فلم يجِبْهُ منا أحد، ثم قال: ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتنا فلم يجبه منا أحد، ثم قال: ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة؟ فسكتنا فلم يجبه منا أحد، فقال: قم يا حذيفة، فأتِنا بخبر القوم، فلم أجد بدًّا إذ دعاني باسمي أن أقوم، قال: اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تَذْعَرْهم عليَّ، فلما وليتُ من عنده جعلت كأنما أمشي في حمَّامٍ حتى أتيتُهم، فرأيت أبا سفيان يَصْلي ظهره بالنار، فوضعتُ سهمًا في كبد القوس فأردتُ أن أرميَه، فذكرتُ قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولا تذعرهم عليَّ، ولو رميتُه لأصبتُه فرجعتُ وأنا أمشي في مثل الحمَّام، فلما أتيتُه فأخبرته بخبر القوم، وفرغتُ قُرِرْتُ، فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضلِ عباءةٍ كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت، فلما أصبحت قال: قُمْ يا نومانُ))؛ [رواه مسلم ].
    صاحب سر رسول الله
    لقد خص رسول الله صلى الله عليه وسلم  حذيفة بن اليمان 
    بسر لم يعلمه غيره بعد رسول الله حيث أخبره  بأسماء المنافقين حتى أن عمر رضى الله عنه قال له ذات يوم هل سمانى لك رسول الله قال حذيفة لا ولا اذكى أحدا بعدك
    كما انه اشتهر برواية أحاديث الفتنيُ
    ويجيب على ذلك  حُذَيْفَة بْنُ الْيَمَانِ -رضي الله عنه- فيقول: "كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَنِ الْخَيْرِ، وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي".

    ولايته على المدائن
    ولاه عمر بن الخطاب على المدائن ،وخرج اهل المدينة لاستقباله فأبصروا أمامهم رجلاً يركب حماره على ظهره اكاف قديم، وأمسك بيديه رغيفاً وملحاً, وهو يأكل ويمضغ، وكاد يطير صوابهم عندما علموا أنه الوالي -حذيفة بن اليمان- المنتظر، ففي بلاد فارس لم يعهدوا الولاة كذلك، وحين رآهم حذيفة يحدقون به قال لهم: (اياكم ومواقف الفتن). قالوا: (وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله ؟) قال: (أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير أو الوالي، فيصدقه بالكذب، ويمتدحه بما ليس فيه) فكانت هذه البداية أصدق تعبير عن شخصية الحاكم الجديد، ومنهجه في الولاية.
    وفاته رضى الله عنه
    لمّا نزل بحذيفة الموت جزع جزعاً شديداً وبكى بكاءً كثيراً، فقيل: (ما يبكيك ؟) فقال: (ما أبكي أسفاً على الدنيا، بل الموت أحب إليّ، ولكنّي لا أدري على ما أقدم على رضىً أم على سخطٍ). ودخل عليه بعض أصحابه، فسألهم: (أجئتم معكم بأكفان ؟) قالوا: (نعم) قال: (أرونيها) فوجدها جديدة فارهة، فابتسم وقال لهم: (ما هذا لي بكفن، انما يكفيني لفافتان بيضاوان ليس معهما قميص، فاني لن أترك في القبر الا قليلاً، حتى أبدل خيراً منهما، أو شراً منهما) ثم تمتم بكلمات: (مرحباً بالموت، حبيب جاء على شوق، لا أفلح من ندم) وأسلم الروح الطاهرة لبارئها في أحد أيام العام الهجري السادس والثلاثين بالمدائن، وذلك بعد مَقْتلِ عثمان بن عفان بأربعين ليلة فرضى الله وأرضاه

    كتبه/نور عبد الحميد